بسم الله الرحمن الرحيم
...في
الحقيقة لم أختر هذا الموضوع لكي أرهبكم و ليس لأني أستنقص من إيمان ..لكن
للتذكرة فقط...و للمعرفة..و لأفادة الناس ...فتعالو لنطل ولو لمرة واحدة
على دار الأهوال...
_1_سعة و حجم جهنم ( من فضلك استحضر قلبك وتفكر و تخيل وتدبر)
النار شاسعة واسعة، بعيد قعرها، مترامية أطرافها، يدلنا على هذا أمور :
الأول :
يدل على بعد قعرها أيضاً أن الحجر إذا ألقي من أعلاها احتاج إلى سنين
طويلة حتى يبلغ قعرها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كنا
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إذ سمع وَجْبَة ، فقال النبي - صلى
الله عليه وسلم - : " تدرون ما هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم . قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار إلى الآن " . (4)
وروى الحاكم عن أبي هريرة، والطبراني عن معاذ وأبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو أن حجراً مثل سبع خلفات، ألقي من شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها " .
...ألا يتحرك قلبك لسماع هذا الهول ...ألا يقرع قلبك هذا القول....اللهم ارحمنا إذا صرنا إليك...
الثاني:
- ولكي تعرف مدى كبرها و عظمتها . أنظر يوم يؤتى بها في يوم القيامة يجرها
4900000000 ملاك و أنت مدى قوة الملائكة فجبريل ملاك مكلف فقط بالوحي من
شدة كبره كان يسد الأفق . اسمع قوله تعالى : ( وجاىء يومئذ بجهنم ) [ الفجر: 23]، وقال _ صلى اله عليه و سلم _: " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك "
رواه مسلم عن عبد الله ابن مسعود . ولك أن تتخيل عظم هذا المخلوق الرهيب
الذي احتاج إلى هذا العدد الهائل من الملائكة الأشداء الأقوياء الذين لا
يعلم مدى قوتهم إلا الله تبارك وتعالى ...
_2_ شدة حرها و نيرانها :
وقال الحق مبيناً قوة هذه النار، ومدى تأثيرها في المعذبين : ( سأصليه سقر*وما أدراك ما سقر*لا تبقي ولا تذر*لواحة للبشر )
[المدثر: 26-29 ] ، إنها تأكل كل شيء ، وتدمر كل شيء ، لا تبقي ولا تذر ،
تحرق الجلود ، وتصل إلى العظام ، وتصهر ما في البطون ، وتطلع على الأفئدة
. أرجوك انتبه لهذه الكلمات .. فكيف سيصبر جلدك الرقيق و كيف ستصبر أيها
الضعيف و لحمك يشتوي و من ...ومن المنقد ساعتها ... لا بل أزيدك . فقد
أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن " نارنا جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم "، قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية، قال: " فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً، كلهن مثل حرها " . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ للبخاري ، وفي لفظ مسلم: " ناركم التي يوقد ابن آدم.." أي النار التي نستعملها في منازلنا هي جزء من سبعين جزء من النار جهنم
و هنا أتوقف و أتمنى أن تكون هذه الكلمات و جدت مكانا في قلبك