موضوع: يَعْلَم الله الجمعة نوفمبر 21, 2008 6:47 pm
يَعْلَم الله
درج بعض النَّاس ـ إذا أراد أنْ يُصدِّق المستمعُ قوله ـ على قول " يَعْلَمُ الله "، أي: إنَّ الله يعلم أنّي صادقٌ في قولي هذا، وهذا القائلُ يظنُّ أنَّه خرج ـ بقوله هذا ـ من الوقوع في حَرَج الحلفِ بالله - تعالى -كاذباً أو مخطئاً، وما علم أنَّه وقع فيما هو أشدّ من ذلك، إن قال قوله هذا وهو كاذبٌ أو غير متيقن؛
والسبب في ذلك:
أنَّ هذا القائلَ نَسَبَ إلى علمِ الله -تعالى- ما لا يتيقن صدقه، وهذا فعلٌ قبيح،
لذلك فإنَّ على المسلم أن يعود لسانه الكفَّ عن هذا القول، والحذر منه، فإنَّه قولٌ شديدةٌ خطورته على المرء.
قال عبد الله بن عبَّاس - رضي الله عنهما -: " لا يقولنَّ أحدُكم لشيءٍ لا يعلمه: الله يعلمه، والله يعلم غيرَ ذلك، فَيُعَلِّم الله ما لا يعلم، فذاك عند الله عظيم ".
وقال الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: " إنَّ من أقبحِ الألفاظِ المذمومةِ ما يعتاده كثيرٌ من النَّاسِ إذا أراد أحدُهم أن يحلف على شيءٍ يتورع من قوله: ((والله)) كراهة الحنث، أو إجلالاً لله - تعالى -، ثمَّ يقول: ((الله يعلم ما كان، هو كذا، ونحوه)) فإن كان صاحبها يتيقن الأمر كما قال، فلا بأس بها، وإن شك في ذلك فهو من أقبح القبائح؛ لأنَّه تعَرَض للكذب على الله - تعالى -، فإنَّه أخبر أنَّ الله - تعالى - يعلم شيئاً لا يتيقن كيف هو؛ وفيه دقيقة أقبح من هذه: هي أنَّه تعرض لوصفه بأنَّه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفراً، فهذه العبارةُ فيها خطر، فينبغي للإنسان اجتنابُ هذه العبارات والألفاظ ".